في الغالب لا يتلقى طلبة المدارس في المرحلة التي تسبق دخولهم الجامعة إرشاداً مهنياً يجعلهم على الطريق المناسب لمستقبل أكثر نجاحاً، وبسبب نظام القبول الموحد يأتي الطلبة إلى الجامعات دون أن يتلقوا إرشاداً للتخصصات الجامعية التي تضعهم على مسارات مهنية، بخلاف الكثير من الدول التي يتم قبول الطلبة مباشرة من قبل الجامعات، الشيء الذي يجعل عملية الإرشاد المهني من الأدوار المهمة للجامعات، حيث يتم توجيه الطلبة في مسارات مهنية تنسجم وقدراتهم المعرفية، وميولهم المهنية، إلى جانب أنَّ الإرشاد المهني يعزز فرص حصولهم على ال?ظائف.
ويتم الإرشاد المهني بناءً على إختبارات ومقاييس تكشف عن مهارات الطلبة وميولهم وفرص تميزهم في مسارات مهنية محددة، حيث تقوم الجامعات ببناء هذه الإختبارات والمقاييس على أيدي خبراء من الأقسام الأكاديمية وكذلك المهنيين والمختصين، وتصبح ذات قدرة عالية عالية على التوجيه والإرشاد في عمليات القبول الجامعي، وتتواصل عملية الإرشاد المهني للطلبة في أثناء دراستهم الجامعية، حيث يتم إطلاعهم على طبيعة الوظائف وسبل الحصول عليها، وتمكينهم من المهارات التي تؤهلهم للمنافسة في سوق العمل، وتجعلهم دائماً في صورة وظائف المستقبل وال?حولات التي تطرأ على المهن والوظائف، وكيفية الإستعداد المعرفي والمهاري لهذه المستجدات.
وفي الكثير من الأحيان يمتد دور الجامعات إلى بناء شراكات مع المؤسسات والشركات وأرباب العمل داخل الدولة وخارجها بهدف تشبيك الطلاب مع هذه الشركات والمؤسسات، فتعقد اتفاقيات للتدريب والإستشارات، وتحرص على إبقاء خطوط متصلة ومفتوحة بين طلبتها ومصادر التوظيف المتاحة على مساحات واسعة، فتزيد من فرص التوظيف لهم، إلى جانب تدريبهم قبل التوظيف.
ولقد عملت التكنولوجيا الحديثة على تطوير عملية الإرشاد المهني في الجامعات، وإحداث تغيير على مستقبل وطبيعة الإرشاد المهني، حيث تزداد وتتنوع طرق التواصل وبرامج التوجيه والتدريب، وتعميق التوعية، والإطلاع على المستجدات والتجارب، ومن المؤكد أن الإرشاد المهني سيشهد تغيرات عديدة ناتجة عن أثر التكنولوجيا الجديدة على الوظائف.
وفي ظل تنامي أعداد الخريجين من طلبتنا في الجامعات الأردنية وازدياد نسب البطالة محلياً، سيكون الإرشاد المهني أحد محاور استراتجيات إدارة الموارد البشرية ومواجهة تحديات البطالة والتوظيف في مجتمعنا، غير أنَّ هذا الأمر يتطلب البدء في وضع خطط للإرشاد والتوجيه المهني، وإنشاء مراكز متخصصة داخل الجامعات، إضافة لإعادة بناء الخطط والبرامج لتنسجم مع أهداف الإرشاد المهني ذو الأثر الإيجابي على التنمية والتطوير في وطننا العزيز.